مفهوم اللاوعي
كل شخص على هذه الأرض لديه مستويان من الوعي واللاوعي، وكثيراً ما نسمع عن اللاوعي أو العقل الباطن كما يصفه البعض، ولكن نعلم سبب هذا الأمر، وخلال السطور التالية سوف نعرض لكم مزيد من التفاصيل حول مفهوم اللاوعي، والعقل الباطن لدى الإنسان.
مفهوم اللاوعي «العقل الباطن»، لنستطيع تبسيط المفهوم بمنتهي البساطة، هل تتذكر عزيزي الزائر محاولتك الأولي لركوب الدراجة لأول مرة؟، أو عدد مرات التكرار اللازمة لأداء رقصة معينة لا تشوبها أي شائبة؟، أو عدد مرات محاولتك لإتقان ألة موسيقية جديدة؟.
وتكون المحاولات الأولى لمزامنة مجموعة جديدة من الإجراءات المعقدة صعبة في البداية دائماً، ولكن عندما تتسب المهارة مع مرور الوقت، فتصبح عندها أكثر مهارة، وتصبح هذه الحركات أو الحرف تتطلب وعياً أقل من أول مرة تقوم بها بهذه الأعمال.
وتقوم كافة هذه الحركات التلقائية بالاسترشاد بواحدة من أقوى القوى الداخلية، التي تتحكم في تحريك السلوك البشري، أو ما يعرف بإسم العقل الباطن، ويُشار إليه علمياً بإسم العقل اللاواعي.
قد يهمك أيضاً: هرمون البروجسترون والاستروجين للنساء والرجال.
العقل الباطن “اللاواعي” عند فرويد
ليس من غير المألوف أن تسمع عزيزي الزائر عن أنواع الافعال الواعية واللاواعية عندما يتحدث أشهر العلماء عن الدماغ البشري، حيثُ أن سلوكنا يكون أقل عقلانية مما نعتقد.
حيث أن قدرتنا علي التحكم في الأفكار أو مزامنة الحركات، أو تجربة العواطف، تعتمد على عمق معالجة المعلومات.
وقد تم تطوير فكرة المستويات الأعمق لمعالجة المعلومات ودراستها على نطاق واسع من قبل عالم النفس النمساوي الشهير سيغموند فرويد (1856-1939).
وقد أشار العالم فرويد بأن جلسات العلاج النفسي في العادة، تقوم بالكشف عن ما يحاول الأشخاص إخفاءه عن الأشخاص الآخرين، مضيفاً بأن الوعي صفة غير ثابتة، مؤكداً بأن غيابها يكون عادة أكثر من حضورها.
وأضاف بأنه يوجد إختلاف كبير في الربط ما بين اللاوعي والوعي بين الأشخاص العاديين والعلماء، وقد حرص الفلاسفة في قديم الزمان على البحث في هذا المجال بكثرة.
وقد أصبح اللاوعي بأحد وقتاً كبيراً من هؤلاء الفلاسفة، ولم يعطوا تلك الأهمية لدراسة الوعي، والذي يُعد هو الأساس في تصرفات الإنسان بشكل كبير.
تابع أيضاً: أعراض مرض النقرس وطرق علاجه.
إستخدام التنويم المغناطيسي لم يكن مثالياً
ما دفع فرويد لإيجاد علاجات مجدية هو أن تأثير التنويم المغناطيسي الذي استخدمه بيرنهايم لم يكن مثالياً.
وبعد تجارب لا حصر لها، تمكن فرويد من إثبات أن سبب بعض الاضطرابات والأمراض العقلية هو اللاوعي.
ومن خلال تجاربه، استنتج أن بعض أعراض أشهر الأمراض العقلية تختفي من خلال إستعمال الإيحاء التنويمي.
وقد اكتشف فرويد أسباب نسيان الأحداث والتجارب الشخصية، أي أن أسبابها مؤلمة للناس، لذلك يصعب عليه تذكرها.
قد يعجبك أيضاً: مفهوم الاستنساخ والتعديل الوراثي وأنواعه.
وبناء على ماسبق فقد جاء الإصرار على التغلب علي مقاومة الإسترجاع لتلك الذكريات، نظراً لأن الكبت إضافة إلى عدم القدرة على استرجاع العديد من الأحداث حتي لو كانت مؤلمة، يعمل علي جعل حالة الشخص تسوء، وتظهر عليه عدد من العلامات الهستيرية.
ومن هذا المنطق فإن العالم “فرويد” لم يعتمد على التنويم المغناطيسي في علاج الحالات، ولكن استبدله بالعلاج عن طريق التحدث مع الشخص المصاب.
ويعود سبب تفضيله للعلاج من خالل التكلم، نظراً لأنه لا يتوقف على جعل الشخص المصاب يتذكر الأحداث ويخرج الرغبات المكبوتة داخله، ولكن يساعد أيضاً على دفع المريض، لمواجهة الصراعات الداخلية لدية عن طريق الوعي، ومساعدته على إزالته والتخلص منه، وقد أطلق فرويد على هذه الطريق إسم «التحليل النفسي».
مقالات قد تهمك: مفهوم الطب البشري والتخصصات الطبية.