لقد اباح الإسلام للرجل الذي يريد الزواج أن ينظر من المرأة إلي وجهها وكفيها ورجليها ورؤية كل منهما الأخر ليكون على بينة من أمرها، وأن يكون مع محرم، أي لا تجوز الخلوة، ويحرم خطبة المعتدة تصريحا سواء كانت معتدة لطلاق رجعى أو بائن أو وفاة، وخلال السطور التالية سوف نستعرض لكم قواعد الخطبة أو الخطوبة في الدين الإسلامي.
الخطبة أو الخطوبة في الإسلام
وعن أبي هريرة قال: «كنت عند النبي ﷺ: فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج أمرأة من الأنصار، فقال له رسول الله ﷺ، أنظرت إليها، قال: لا، قال فاذهب فأنظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئاً»، أخرجه مسلم في كتاب النكاح، وفي رواية النسائي: «فانظر إليها فإنه أجدر أن يؤدم بينكما أي يوفق».
تابع أيضاً: حق المرأة المسلمة في الحرية.
وعن المغيرة بن شعبة قال: «أتيت إلي النبي ﷺ، فذكرت له امرأة أخطبها، فقال: اذهب فأنظر إليها فإنه أجدر أن يؤدم بينكما، فأتيت امرأة من الأنصار فخطبتها إلى أبويها وأخبرتهما بقول النبي ﷺ، فكأنما كرها ذلك، قال: فسمعت ذلك المراة، وهي في خدرها، فقالت: إن كان رسول الله ﷺ أمرك أن تنظر فأنظر ولا فأنشدك كأنما أعظمت ذلك، قال: فنظرت إليها فتزوجتها فذكر من موافقتها، أخرجه ابن ماجة».
وذهبت امرأة وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، نظر إليها رسول الله صلي الله علية وسلم، وقصد النظر إليها وصوبه، أخرجه البخاري.
وقال أيضا النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام: «إذا خطب أحدكم امرأة فقدر أن يرى منها ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل»، رواه الإمام أحمد وأبو داود.
وكانت النساء يعرضن أنفسهن علي النبي صلي الله عليه وسلم: ويزوجهن، وكذلك الرجال يعرضون بناتهم أو أخواتهم علي أهل الخير، وهذا يذكرنا بما فعله عمر رضي الله عنه، وهو يعرض ابنته حفصة على أبي بكر وعثمان.
قد يهمك أيضاً: حق المرأة المسلمة في الشهادة.
ومن خلال هذه الأحاديث الصحيحة تشير بأن الرجل الذي يريد الزواج، أن ينظر إلي المرأة فيما يدعوه الحاجة إليها مع عدم الخلوة، ولكن مع الأسف الشديد نرى اليوم الرجل أو الشاب يذهب مع خطيبته إلي المتنزهات والسينما وغيرها ويأتي في منتصف الليل ويجلس معها شهورا من غير عقد بينهما.
وهذا الأمر يعد طامة كبرى، وكيف يسمح الآباء لبناتهم بهذا الفعل الشنيع بإسم الصفاء والأمان والشيطان لا يعرف الصفاء والأمان إنما يعرف الفساد بينهما، ثم إنها عادة أوروبية كافرة.
وكم من فتاة حملت من خطيبها بإسم الصفاء والأمان من غير عقد، وكم من فتاة ضاعت بإسم الأمان، وصدق الشاعر الحكيم، حينما قال (أين الحياء وأين الدين وا أسفي – ضاع الحياء وضاعت حكمة الأول).
قد يعجبك أيضاً: زواج المسلمة من غير المسلم «أسباب التحريم».
الخلاصة: يجب على الأب أو الولي أن يتحرى جهده في سيرة الخاطب وأخلاقه وأدابه فلا يزوج ابنته ممن ساء خلقه أو ضعف دينه أو من يقصر في القيام بحقوق الزوجة، فينظر إليها كالرقيقة المستعبدة فتعيش معه في حميم لا يطاق، فإنه مسئول أمام الله وبذلك سخط الله عليه بما فعل، فصدق رسول الرحمة ﷺ الذي يقول: «إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا، تكن فتنة في الأرض وفساد عريض»، أخرجه الترمذي.