لاشك أن الدين الإسلامي قام بتكريم المراة ورفع من مكانتها، كما أعلي من شأنها، على خلاف ما كان يحدث في عصور ما قبل الإسلام، حيث كانت المرأة مجرد سلعة لا قيمة لها، وعطاها قدر كبير من الإحترام والواجبات وكذلك الحقوق، وأنكر القرآن الكريم غضب الرجل غضبة بشدة عن تبشيرة بولادتها.
وقال الله عزل وجل في كتابه الكريم: «وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ﴿58﴾ يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ۚ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴿59﴾ – سورة النحل (58-59)»، كما قال الله عزل وجل أيضاً: «وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَٰنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ﴿17﴾ – سورة الزخرف (17)».
قد يهمك أيضاً: حقوق المرأة في الإسلام «بنتاً – زوجة – أماً».
تكريم المراة في الإسلام (القرآن الكريم)
ونهى أيضاً الإسلام عن وأد البنات، كما كان يحدث في الجاهلية، وكان الأهالي يقومون بوأد البنات خوفاً من العار، حيث بين أن رزق الإناث مضمون عند الله مثل رزق الذكور، وقال الله: «وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا ﴿31﴾ – سورة الإسراء (31)».
وقال أيضاُ «وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ – سورة الأنعام (151)»، كما قال «وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ﴿8﴾ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ – سورة التكوير (8-9)»، وقد نهى الله عزل وجل في الآيات السالف ذكرها، عن قتل البنات خوفاُ من الفقر أو العار، حيث أن هذا الخوف لا أساس له من الصحة وهو في علم الغيب، ويتوجب على المرء أن يقوم باتخاذ الأسباب وكذلك الوسائل من أجل كسب رزقه، والاهتمام بتربيتهم تربية سليمة، تاركاً النتائج على الله عزل وجل.
وأقر الإسلام ضمن التعاليم السمحة التي قام بنشرها، بأن خير الناس هو من بُكر بأنثى، مشيراً بأن من يرزقه الله بأنثى، ويقوم برعايتهم والاهتمام بتربيتهم الحسنة.
فقد أعد له الله عزل وجل أجراً عظيماً في الدنيا والاخرة، حيث يبارك الله في رزقة ويضع فيه البركة، كما يعد له في الدار الآخرة أجراً عظيماً ويحرم جسده على النار، وقال الله في كتابه: «لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ – سورة الشورى (49)».
تابع أيضاً: حق ميراث المرأة في الإسلام.
تكريم المراة في الإسلام (الحديث الشريف)
وقد وُرد عن رسول الله صل الله عليه وسلم: «من كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها أدخله الله تعالى الجنة».
وقال أيضا رسول الله «من عال ابنتين أو ثلاث بنات أو أختين أو ثلاث أخوات حتى يمتن»، وفي رواية أخرى حتى «يبلغن أو يموت عنهن أنا وهو كهاتين وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى».
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: «ما من أحد يدرك ابنتين فيحسن إليهما ما صاحبتاه إلا أدخلتاه الجنة».
قد يعجبك أيضاً: تحريم العضل في الإسلام.. ما يقصد من ورائه؟.
الخلاصة
ويتضح لنا وفقاً لهذا التشريع لتكريم المرأة وقيمتها العظيمة في الإسلام في القرآن الكريم والحديث الشريف، بأن الدين الإسلامي قد كرمها وأمن حياتها، حيث أن المرأة والرجل شقيقان، يرجعان إلي أصل واحد وهم «آدم» عليه السلام والسيدة «حواء».