لقد اقتضت حكمة الله تعالى وإقامة ميزان العدل بين الخلائق، أن يكون في نهاية حياة الخلق “اليوم الآخر”، الذي هول يوم الجزاء، الذي يجازي فيه المحسن على إحسانه، ويعاقب المسيء على إساءته، وتعود فيه الحقوق الى اصحابها، ويُقتص فيه من الظالم، ويُكرم فيه أهل الإيمان، ويُهان فيه أهل الكفر والضلال، لقوله تعالى: «لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ – إبراهيم 51».
فالإيمان باليوم الآخر يعمل على تزكية النفس واستقامة أحوالها، لأن هذا الإيمان يعمل على حجز الإنسان عن المعاصي، وتقوية الوازع الديني في قلبه، وضبط هوى النفس على مقتضى شرع الله تعالى، في ستشعر دائماً أنه تحت مراقبة الله لقوله تعالى: «وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ﴿16﴾ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ﴿17﴾ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ – سورة ق 16-17-18».
وفي هذا المعنى أيضاً قوله تعالى: «وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ ۖ – البقرة 284»، وقوله تعالى «يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ – آل عمران 30».