إدمان الألعاب الإلكترونية يمثل مشكلة حقيقية للغاية بالنسبة لعدد كبير من الأشخاص سواء الاطفال أو المراهقين، أو الكبار حتي، وعلى الرغم من كون “الجمعية الطبية الامريكية” لم تعترف حتى الآن بـ إدمان ألعاب الفيديو كونه اضطراب يمكن تشخيصة، ولكن الدراسات الحديثة التي أجرتها “جامعة نيو مكسيكو” أكدت بما لا يجعل مجالاً للشك بأن حوالي من 6 إلى 15% من لاعبي ألعاب الفيديو يظهرون علامات ملحوظة يمكن وصفها بالإدمان، مع العلم بأن أسباب إدمان الألعاب الإلكترونية هو كون هذه الألعاب مصممة لتكون على هذا النحو.
وفي العادة يبحث دائماً مصممو ألعاب الفيديو عن طرق لجذب المزيد من الأشخاص للعب ألعابهم، من خلال جعل اللعبة صعبة في البداية لإبقاء ترغب في العودة إليها، ولكن بحداً ما لعدم شعور اللاعب بالاستسلام في البداية، من جعله يحقق النجاحات في البداية.
أعراض إدمان الألعاب الإلكترونية عند الأطفال والمراهقين
وقد تضمن الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض العقلية (DSM-5)، بعض من العلامات التحذيرية التي يجب الإنتباه إليها في الشخص المصاب بـ إدمان الألعاب الإلكترونية، وهذه المشاكل تظهر سواء كنت تقوم بلعب ألعاب الفيديو جيم عبر الإنترنت أو بدون إنترنت، ووفقاً للمعايير التي اقترحها (DSM-5) للاضطرابات العقلية الناتجة عن إدمان الألعاب تتمثل فيما يلي:
- التفكير بشكل دائم أو طوال الوقت في ممارسة الألعاب.
- يشعر الشخص في بعض الأحيان بالسوء لعدم استطاعته اللعب.
- الشعور بعد الرضاء على الرغم من قضاء وقت كبير في اللعب.
- لا يستطيع الشخص التوقف عن اللعب، أو حتى تقليل زمن اللعب.
- عدم الرغبة في القيام بالواجبات الخاصة بك، أو الأشياء الأخري التي كنت تحرص علي عملها.
- يواجه الشخص العديد من المشاكل في العمل أو المدرسة أو المنزل بسبب طول مدة لعب ألعاب الفيديو.
- الحرص على اللعب على الرغم من وجود مشاكل تتطلب من التدخل الفعلي لحلها.
- قد يضطر الشخص إلى الكذب على الأشخاص المقربين منه بشأن مقدار الوقت الذي تقضيه في اللعب.
- استخدام الألعاب لتخفيف الحالة المزاجية والمشاعر السيئة
أسباب إدمان الألعاب الإلكترونية
أشارت الدراسات الحدية بأن هنالك العديد من العوامل التي تجعل ألعاب الفيديو جيم جذابة بشكل لا يصدق، سواء كانت ألعاب علي الكمبيوتر المكتبي، أو على أجهزة البلاي ستيشن سواء PS4 أو جهاز الـ PS5، أو حتي الألعاب على الهاتف الجوال، وبالرغم من تنوع وتعقيد هذه الأسباب، إلا أن هناك جوانباً شائعة تلعب دوراً في هذا السياق، وفيما يلي بعض العوامل التي قد تساهم في أو تعتبر من أسباب إدمان الألعاب الإلكترونية، وتتمثل فيما يلي:
1- التصميم الجذاب للألعاب
مطوري الألعاب يهتمون بشكل عام بجعل التصميم أكثر تشويقاً وإثارة، وتشكل الهياكل المعقدة والتحديات الكثيرة الخاصة بألعاب الفيديو جزء رئيسياً من تجربة اللعب، وتعزيز هذه الهياكل من استمرار اللاعب في التفاعل مع اللعبة، والأتسمرار في قضاء المزيد من الوقت في أستكشافها.
2- المكافأت والتحفيزات:
تعتبر الألعاب الإلكترونية مصممة بطريقة تحفز اللاعبين على الاستمرار في اللعب عبر تقديم تحديات متزايدة ومكافآت فورية، وهذا النظام يعزز شعور الإنجاز ويسبب الإدمان بسبب الرغبة المستمرة في تحسين الأداء أو الوصول إلى مستويات أعلى.
وتلعب أيضاً التحفيزات والمكافأت الكثيرة دوراً رئيساً في بقاء اللاعب مركزاً بشكل أكبر في تنفيذ المزيد من المهمات، وتمنع معظم الألعاب مكفاءات متنوعة وهما (المكافاة الرقمية، أو تحقيق أهداف ومهات).
كما أن الألعاب الحديثة تعتمد على رسومات مبهرة وأصوات تحفيزية تساهم في جذب الانتباه وإبقاء اللاعب متحمساً لفترات طويلة، مما يزيد من احتمالية الإدمان.
3- التفاعل الأجتماعي
الألعاب الأجتماعية بشكل عام مثل لعبة ببجي موبايل على سبيل المثال، نالت شهرة ضخمة للغاية خلال السنوات الماضية، بسبب توفير تجارب تفاعل أجتماعي ممتع يؤدي لشعور اللاعب بالإنتماء إلى المجتمع من اللاعبين على الجانب الأخر، وهذه الأمر ينطبق أيضاً على لعبة Garena Free Fire.
تتيح الألعاب الإلكترونية متعددة اللاعبين فرصاً للتواصل مع أشخاص من جميع أنحاء العالم، وهذا التفاعل الاجتماعي المستمر قد يؤدي إلى الإدمان، حيث يصبح اللاعب مرتبطًا بشبكة اجتماعية رقمية توفر له التفاعل والمنافسة.
4- التصميم الصوتي والبصري
التصميم الصوتي والرسوم البصرية والتي تطورت بشكل كبير في أجهزة بلاي ستيشن 5 الجديدة، يلعبان دوراً هاماً ورئيسياً على تعزيز الجو العام للألعاب، مما يجعل اللاعب يشعر بالأرتباط العاطفي مع اللعبة.
5- الهروب من الواقع
يلجأ بعض الأشخاص إلى الألعاب الإلكترونية للهروب من ضغوط الحياة اليومية، وتوفر هذه الألعاب عوالم افتراضية يمكن للاعب فيها أن يختبر أدوارًا أو تجارب لا يمكنه عيشها في الواقع، مما يؤدي إلى الانغماس الزائد وعدم الرغبة في العودة إلى الروتين اليومي.
الألعاب في العادة تعتبر طريقة فعالة للهروب من ضغوطات الحياة اليومية، بداية من ظهور أجهزة الفيديو جيم، والثورة التي تسبب بها وخاصة أجهزة البلاي ستيشن 4 التي مازالت ألعابها حتى الآن تحظى برواجاً كبيراً، وتشكل هذه الألعاب مكان آمن يسمح للفرد بالابتعاد بعض الوقت عن الواقع المليء بالكثير من المتاعب.
علاج إدمان الألعاب الإلكترونية للمراهقين
وفقاً للدارسة التي أجرتها “جامعة نيو مكسيكو” فإن هنالك العديد من الطرق التي أثبتت فاعليتها وقدرتها على علاج إدمان الألعاب الإلكترونية للمراهقين والكبار والأطفال، وتتمثل فيما يلي:
- اشغل وقت فراغك بالقراءة وممارسة الرياضة، أو الخروج مع الأصدقاء.
- يجب على الأهالي تحديد وقت معين خلال اليوم لأطفالهم لممارسة الألعاب الإلكترونية.
- يتوجب أيضا على الأهالي مراقبة تصرفات أطفالهم أثناء ممارسة الألعاب الإلكترونية، والانفعالات خلال اللعب.
- تقرب من طفلك قدر المستطاع، وتعرف على المشاكل التي يواجهها في يومه، والتي تجعله يلجأ للجلوس أمام ألعاب الفيديو لساعات طويلة خلال اليوم.
- تجنب تعنيف طفلك حال رغبته في ممارسة الألعاب الإلكترونية للمزيد من الوقت، بل تحدث معه بلطف بضرورة القيام بالمهام المطلوبة منه أولاً قم بدء اللعب.
- حاول الأشتراك لأطفالك في أحد الألعاب المفضلة لديهم في نادي رياضي.
- حاول اكتشاف موهبة طفلك، وساعده على تطويرها.
- تجنب شراء أجهزة ألعاب الفيديو جيم لطفلك دون عمر السادسة.
- في حالة عدم قدرتك على معالجة طفلك بالطرق السالف ذكرها، يُمكنك أستشارة أحد الأطباء النفسيين لمساعدة طفلك وعلاج مشكلة إدمان الألعاب الإلكترونية.
أضرار إدمان الألعاب الإلكترونية
توجد العديد من المشكلات الصحية والاضطرابات النفسية الناتجة من الإدمان على الألعاب الإلكترونية، ولكن بشكل تتمثل أضرار إدمان الألعاب الإلكترونية فيما يلي:
- التأثير علي العلاقات الأجتماعية: حيثُ يشعر الأطفال بالملل الشديد خلال التجمعات الاجتماعية والعائلة، مما يزيد من فرص الإصابة باضطراب التكيف، وقد يؤدي أيضاً إلى الأكتئاب والقلق والتوتر، مام يؤثر في حياتهم العملية.
- السلوك العدواني: تؤدي ممارسة ألعاب الفيديو ذات المحتوى العنيف، إلى جعل الأطفال غير سويين وعدوانيين في سلوكهم، إضافة إلى كون هذه الألعاب قد تتسبب في إيواء الأفكار العدوانية لديهم، وتظهر بشكل ملحوظ في سلوك مزعج للآخرين
- التعرض لقيم خاطئة: بعض من العاب الفيديو جيم تحتوي علي ألفاظ نابية وعنصرية، وهذه التصرفات لا يمكن للأطفال تصورها بشكل صحيح، مما يجعلهم يحاولون محاكاة نفس السلوك في الحياة الواقعية، وتجعلهم أيضاً غير قادرين على التمييز بين الصواب والخطأ.
- مشاكل في الدراسة وقلة التركيز في المذاكرة: قد تتسبب كثرة ممارسة هذه الإلعاب والإندماج شكل كبير معها في التأثير مع اليوم الدراسي، وهذا الأمر يجعل الأطفال يفضلون ممارسة ألعاب الفيديو، والجلوس أمام أجهزة ألعاب الفيديو جيم لساعات طويلة، وتؤثر أيضاً بشكل كبير في ذكائهم العاطفي.
- مشاكل صحية: تؤدي الساعات الطويلة لممارسة ألعاب الفيديو، إلى التعرض للإجهاد المفرط، خصوصاً للألعاب التي تتطلب أستخدام اليدين بإستمرار، مما يؤدي إلي التهاب في العضلات والأوتار، والعديد من المشاكل الصحية الشائعة، مثل (متلازمة النفق الرسغي، مشاكل في الرؤية، الصداع، ضعف التركيز، متلازمة أضطراب ألعاب الإنترنت، زيادة الوزن نتيجة للجلوس لساعات طويلة والأكل بدون وعي، إفراز المزيد من الدوبامين، التهاب غشاء الوتر الضيق أو إصبع الزناد، متلازمة IGD)